فرنانديز نجم الأكاديمية الجديد يسطع في برشلونة
بول بالوس- نيويورك تايمز
Saturday, 02-Aug-2025 07:22

لم يكن من المفترض أن تسير الأمور على هذا النحو. قلة كانوا يتوقعون أن يشهد الموسم التحضيري لبرشلونة بروز موهبة جديدة من «لا ماسيا» تعلن عن نفسها على مسرح أوسع.

في عام 2023، استغل فيرمين لوبيز فرصته. وفي الصيف الماضي، كان مارك بيرنال ومارك كاسادو الأبرز بين بعثة ضمّت 16 لاعباً من فريق شباب برشلونة. أمّا هذا العام، وبسبب توفّر معظم لاعبي الفريق الأول منذ استئناف التدريبات في أوائل تموز، ضمّت مجموعة هانسي فليك المتوجّهة إلى اليابان وكوريا الجنوبية 5 لاعبين فقط من الأكاديمية.

 

لكنّ بيدرو فرنانديز، المعروف بلقب «درو»، هو أحدث مَن خطف الأضواء. فبعد أن فرض نفسه كظاهرة في الأسابيع الأولى من التدريبات في برشلونة، قدّم عرضاً رائعاً في أولى مباريات الفريق خلال الجولة، إذ لعب 15 دقيقة سجّل فيها الهدف الثالث في الفوز 3-1 على فيسيل كوبي.

 

إلى جانب الظهير الأيسر جوفير تورينتس (18 عاماً)، كان فرنانديز أحد لاعبي الأكاديمية الوحيدَين الذين شاركوا في المباراة، وعلى رغم من أنّ تورينتس شارك بسبب عدم جاهزية جيرارد مارتين الكاملة (قد يفتح ذلك الباب أمامه ليكون بديلاً لأليخاندرو بالدي)، فإنّ مشاركة «درو» كانت بقرار مباشر من فليك.

 

قضى فرنانديز (17 عاماً) معظم الموسم الماضي مع فئة تحت 18 عاماً. ولم يخض بعد مباراته الأولى مع برشلونة الرديف، الذي يُعتبر الفريق الأول للأكاديمية. وعندما انضمّ لتدريبات الفريق الأول هذا الصيف، كان من الممكن توقع تصعيد لاعبين أكثر خبرة من أتلتيك أو من فريق تحت 19 عاماً، الفائز بدوري أبطال أوروبا، الدوري والكأس.

 

ومع ذلك، استغلّ فرنانديز فرصته بالكامل. وتشير مصادر في الجهاز الفني إلى أنّ المدرب الألماني فليك أُعجِب كثيراً بأداء فرنانديز خلال التحضيرات. ثم جاء هدفه الرائع في الفوز الودي 3-1 على كوبي ليؤكّد ذلك.

 

بعد المباراة، أقرّ فرنانديز: «بصراحة، لم أكن أعرف كيف أحتفل. كان الأمر لا يُصدَّق. دخلتُ متوتّراً قليلاً، فهذه أول مرّة لي مع أفضل نادٍ في العالم، لكنّ الكرة وصلتني على حدود المنطقة فجرّبتُ التسديد. هانسي وزملائي هدّأوني قبل المباراة وشعرتُ براحة كبيرة. طلب مني فليك أن أفعل ما أعرفه عندما تكون الكرة معي، وأن أضغط بقوة عندما أكون من دون الكرة. الجميع هنّأني على الهدف».

 

تعاقد برشلونة مع فرنانديز في صيف 2022 بعد مراقبته لسنوات. كان يلعب آنذاك مع «فال مينور»، نادي طفولته وأحد أبرز أندية الفئات العمرية في شمال غرب إسبانيا. النادي يقع في نيغران، غاليسيا، حيث وُلد فرنانديز من أم فيليبينية وأب إسباني. لاعبون مثل الأخوَين ألكانتارا (تياغو ورافينيا)، مهاجم ليدز السابق رودريغو مورينو ولاعب ليفربول ستيفان بايتشيتش، بدأوا من هناك أيضاً.

 

ويظل «فال مينور» ونيغران قريبَين جداً من قلبه. هذا الصيف، وقبل الانضمام إلى تدريبات الفريق الأول في برشلونة، استخدم مرافق «فال مينور» ليبدأ تحضيراته البدنية بإشراف مدرب خاص وبتعليمات من برشلونة.

 

يكشف خافيير لاغو، المدير الرياضي في فال مينور: «بدأ درو اللعب معنا عندما كان في الرابعة أو الخامسة من عمره، واستمرّ معنا حتى فئة تحت 14 عاماً. في هذا العمر، يلعب الأطفال كرة الصالات حتى يكبروا ويبدأوا اللعب في الملاعب الكبيرة. أحد مدربينا، خوسيه أنطونيو كوفيلو، هو كشاف لبرشلونة ولعب للفريق في الثمانينات. بفضله، راقب برشلونة درو لفترة طويلة».

 

وأضاف مينور: «من حيث الموهبة، خصوصاً في الثلث الأخير من الملعب، فهو خارج المقاييس. إنّه من بين الأفضل الذين رأيتهم. درّبتُ تياغو ورافينيا ألكانتارا، وشاهدت رودريغو... بالتأكيد درو في هذا المستوى».

 

قصة إطلاق لقب «درو» على فرنانديز تعود إلى تلك الفترة. عندما بدأ اللعب مع فال مينور، كان هناك لاعب آخر اسمه بيدرو فيار. وبما أنّ الفريق ضمّ بيدروَين، تقرّر منح كل منهما لقباً للتفريق بينهما: أصبح بيدرو فرنانديز «درو»، وبيدرو فيار «فيلي».

 

أصبح «درو» و«فيلي» أفضل لاعبي مجموعتهما بفارق كبير، إلى درجة أنّ برشلونة قرّر ضمّهما معاً في صيف 2022. وهناك، أصبحت الألقاب أكثر فائدة لأنّ فريق «لا ماسيا» ضمّ أيضاً بيدرو رودريغيز. ولأجل وضوح التواصل، احتفظ «درو» بلقبه.

 

يُضيف لاغو: «كان هناك الكثير من الأندية المهتمة بدرو في ذلك الوقت. قبل انضمامه إلى برشلونة، خضع إلى تجارب مع سيلتا فيغو. كانت هناك عروض كثيرة، لكنّه و»فيلي» قرّرا أنّ «لا ماسيا» هي الخيار الأفضل. نحن نحاول زيارة برشلونة كل عام لمتابعتهما. هذا أمر نحرص عليه كنادٍ. نحن جميعاً أصدقاء هنا».

 

في برشلونة، لعب فرنانديز كصانع ألعاب، في مركزَي 8 و10، وكذلك كجناح أيسر. منذ أول يوم له، كان لحضوره الفارق واضحاً بفضل مهاراته التقنية، قدرته على التسديد، ولعبه في المساحات الضيّقة. الموسم الماضي، سجّل هدفين في 107 دقائق فقط مع فريق تحت 19 عاماً في دوري الأبطال للشباب.

 

فضّل مدربو «لا ماسيا» عدم التسرّع بإشراكه في مباريات الكبار، لكنّ موهبته لم تكن محل شك. وتؤكّد مصادر في برشلونة أنّ تصعيده إلى الفريق الأول يأتي ضمن خطة مدروسة لتطويره بدنياً، وأنّ إبقاءه في فئته العمرية يمنحه مسؤولية أكبر ويُعزّز من تجربته.

 

بعدما خاض أول تجربة له مع الفريق الأول، بدأ مشجّعون كُثر في التحمّس له. فهل يكون النجم القادم من «لا ماسيا»؟ يبدو أنّه مستعد للتحدّي.

 

وأكّد فرنانديز: «غرفة ملابس الفريق الأول رائعة وقد ساعدوني كثيراً. في أول يوم لي معهم، لم أتجرّأ حتى على الذهاب لتناول الفطور معهم. لم أكن أعلم إن كان مسموحاً لي. بقيتُ في غرفة الملابس ولم أعرف إن كان بإمكاني استخدام هاتفي هناك. أعتبر نفسي لاعباً فنياً. أحِبّ المراوغة والاستمتاع في الملعب. أحاول أن أفعل ما أعرفه فقط، لا أكثر. الآن عليّ أن أتحلّى بالصبر، خطوة بخطوة، فالأمر لا يزال في بدايته».

الأكثر قراءة